السيد الناصر : سنصلي إن شاء الله في مصلياتنا وعلى الدولة أن تتحمل عناء ووزر المنع من الصلاة إن هي شاءت.
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)
أكثر من عامين مرَّا على إغلاق مصلياتنا في محافظة الخبر, ومع صبرنا الطويل وانضباطنا وانتظارنا للحلول، تواصل شرطة البحث الجنائي في هذه الأيام والأجهزة الأمنية التمادي الشديد في ضغوطها وإجراءاتها تجاهنا, فقد أصبحت الاستدعاءات متوالية ومتتالية, ولا أدري ماذا يريد هؤلاء ؟!
إننا لا نخفي شيئاً, ولسنا نعمل بالتقية, نحن شيعة أمير المؤمنين وأتباع أهل البيت عليهم السلام, وعقائدنا معروفة, وآراؤنا الفقهية مشهورة, وكتبنا تملأ المكتبات, نوالي علياً ونبرأ من أعدائه, ولا نخشى في ذلك لومة أحد .
فإن كانت إستدعاءاتهم المتكررة لي شخصياً وبشتى الذرائع هي للتمهيد لاعتقالي فهذا لن يغير من موقفي أبداً.
وإن كانت هذه البلاد قد أرسيت قواعدها على أساس المذهب الواحد والطائفية فإننا لن نقبل أي تمييز طائفي بحقنا أو أي انتقاص من حقوقنا الوطنية .
لقد ترجينا وتوسلنا كثيراً, وها قد أقبل شهر رجب وانقضى, ومصلياتنا لازالت مغلقة, والجميع يعلم أننا نحيي هذا الشهر الكريم بالعبادة والعمرة والصيام والدعاء والاستغفار, فإذا دخل شهر شعبان ندأب في صيامه وقيامه, وبهذين الشهرين نستقبل شهر الله العظيم شهر رمضان المبارك .
لقد سئمنا من هذا الجدل العقيم حول إقامة الصلاة, ومن اليوم لن نطيع بعد قول الله تعالى: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) قول أحد من العباد, وسنصلي إن شاء الله في مصلياتنا وعلى الدولة أن تتحمل عناء ووزر المنع من الصلاة إن هي شاءت.
إننا لا نود أن نقول إلا ما يسهم في خدمة وطننا ولكن إذا ضويقنا أكثر من هذا فسيكون لنا كلام آخر.
اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين, اللهم إنا نشكوا إليك فقد نبينا, وغيبة ولينا, وتظاهر الزمان علينا, اللهم أنلنا حسن النظر فيما شكونا, وأذقنا حلاوة الصنع فيما سألنا, وهب لنا من لدنك رحمة وفرجاً هنيئاً, واجعل لنا من عندك مخرجاً وحياً, ولا تشغلنا بالاهتمام عن تعاهد فروضك واستعمال سنتك, فقد ضقنا بما نزل بنا ذرعاً, اللهم ومن أرادنا بسوء فأرده, ومن كادنا فكده, والحمد لله رب العالمين .
السيد محمد باقر الناصر
