ديوانية الفارس

من الممكن أن يعيش الإنسان حزين
من الممكن أن يعيش يبكي ويتألم
من الممكن أن يعيش حائراً وتعيس
من الممكن أن يعيش وفي داخله جرح ينزف
من الممكن أن يعيش في حياته وحيد

ولكن.. هناك مالايمكن العيش به ولا يقوى الإنسان
على تحمله.. إنه

الحــرمان

الحرمان كلمة يرددها الكثير وأنا منهم ولكني لم أتيقن معناها إلا الآن..
فمن الصعب أن تعيش محروماً من الحب.. محروماً من الحنان والأمان..
محروماً من السعاده الحقيقة.. محروماً من أناس أنت محب لهم ومحروماً
حتى من أن تعيش حياتك طبيعية مثلك مثل باقي الناس

وفي هذا الزمان أصبحت مرارة الحرمان تجري في دمائنا وتسايرنا في حياتنا
فنحن نعاني حرماناً من الكلمة الطيبة.. حرماناً من الحضن الدافئ و حرماناً
من الإبتسامة الصادقة حتى أصبح الحرمان سبب عذابنا ونزول دمعاتنا ونزيف قلوبنا

وفي زحمة الآلآم ومرارة الحرمان في قمة الأحزان وفي عتمة الظلام
وفي وسط براكين القهر.. بينما تكون غارقاً في بحور مأساتك وفي عظمة النزاع
بين أحاسيسك المرهفه وواقعك القاسي.. بينما تتفجر في داخلك ينابيع الحيرة
والأسى يظهر لك شخصاً ما..

من ومن أين وكيف ولماذا..؟

لا تجد إجابات لهذه الأسئلة ولكنك تجد في هذا الشخص إحساس دافئ
لا تعلم كيف شعرت به بعد حرمان طويل ولمسة حنان إشتقت إليها بينما
كان غدر الزمان يلعب بك يميناً وشمالاً وحب تحس به بعد طوول فقدان..
وتتسارع نبضات قلبك مع هذا الشخص وتحس بالسعادة في وجوده لأنه
وهبك شيئاً أنت في أمس الحاجة إليه بعد طول إنتظار.. فقد بكيت وتألمت
ولم تعتد بأن هناك من يمكنه أن يجعلك جزءاً منه ومن إهتماماته فأنت قد
وهبت الكثير.. الكثير جداً ولم تحصل إلا على القليل

ولكن في يوم من الايام سيرحل هذا الشخص عنك ويعيدك لنقطة الصفر
مهما حصل ومهما كانت المده التي قضاها معك لأن هذا هو حال الحياة..

لا فرح يدوم.. يأتي وقت ويزول.. الأساس هو الحزن لمن كتبه الله عليه

كم تكون وحيد.. كم تبكي وتتألم.. كم تموت قهراً.. كم تغلبك الحيرة
لن يحس أحد بآلآمك مثلك.. ربما يستطيع أن يشعربك ويبكي من أجلك
ولكن لن يستطيع أن يدرك آلآمك مهما بلغت قمة حبه لك..