كاتالوج المقالات

الرئيسية » مقالات » مقالاتي

فضل الله في ضيافة الله‎

بالأمس غيب الموت نجما في سماء العلم والفضيلة والجهاد والأخلاق والسماحة، حيث انتقل إلى الملكوت الأعلى المرجع الديني آية الله سماحة السيد محمد حسين فضل الله تاركا للأمة الاسلامية سجلا غنيا حافلا بالجهاد والاجتهاد، رافعا راية العلم بيد وبالأخرى رفع راية الجهاد ضد الكيان الصهيوني، كما كان دائما يدعو لتعزيز أواصر الوحدة بين المسلمين والابتعاد عن الأجواء العصبية المذهبية والطائفية وكان (رضوان الله عليه) حريصا على مد جسور التواصل وخطوط الانفتاح بين اللبنانيين ليكشف لهم عن مخططات ومؤامرات العدو الصهيوني في لبنان وفلسطين، وداعما لقوى المقاومة والجهاد في سبيل تحرير الأرض العربية، وكان جريئا واضحا بنصرته للمجاهدين وخصوصا من خلال خطبه الأسبوعية في أيام الجمع ومن خلال مقالاته الصحفية، وشجاعا في طرحه من خلال لقاءاته مع الشخصيات السياسية الغربية. في لقائه مع سفيرة بريطانيا في لبنان طرح عليها تساؤلا ليكشف عن موقفه الثابت في القضية الفلسطينية قائلا : «أخشى من أن شعوبنا باتت تنظر إلى دول الاتحاد الأوروبي كدول راعية للإرهاب من خلال كل هذا الحرص على عدم إدانة إسرائيل، وتغطية جرائمها، ومن خلال هذا الاستعداد لدى كل القادة الأوروبيين للذهاب إلى أي مكانٍ في العالم إذا كانت المسألة تتصل بإسرائيل وأمنها وسمعتها، كما حدث في قمة شرم الشيخ، ونعتقد أن ذلك سيؤسس لمزيد من التطرف في المنطقة، وقد يفسح في المجال لتداعيات خطيرة تتأثر بها الدول الأوروبية قبل غيرها». وكان، رضوان الله عليه، شديد الحرص على استمرار التواصل مع العلماء من مختلف المذاهب والطوائف بهدف التقارب بين المذاهب الاسلامية والتواصل مع قيادات المقاومة الفلسطينية بهدف تعزيز جبهة الجهاد ضد العدو الصهيوني كما كان دائم التواصل مع وزراء وسفراء الدول الخليجية والعربية والاسلامية بهدف توحيد الأمة، ولم ينقطع بالتواصل مع الزعماء الروحيين من المسيحيين وبقية الأديان وزعماء الأحزاب السياسية في لبنان بهدف التقارب الفكري والسياسي لإرساء قواعد الأمن السياسي والاستقرار الاقتصادي من خلال الدفع بعجلة العمل الجماعي.
كان، رضوان الله عليه، شخصية عربية اسلامية قيادية استراتيجية من الطراز الأول، كما أن ليديه البيضاوين الكريمتين الدور البارز في البناء الاجتماعي، حيث ساهم في توفير الكثير من الخدمات في جنوب لبنان ومد يد العون للفقراء والمحتاجين، كما أن له الفضل في إنشاء المؤسسات المدنية والاجتماعية من مستشفيات ودور لرعاية الايتام والمعاقين ومدارس وغيرها من الجمعيات الخيرية.
«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا». إلى جنة الخلد مع الأنبياء والصديقين والأوصياء الصالحين، وهنيئا لك أيها السيد الجليل المجاهد العالم فأنت مع آبائك وأجدادك الطيبين الطاهرين في ضيافة الله منعمين. رضوان الله وسكينته ورحمته عليك يا صاحب النفس المطمئنة يا سيد محمد حسين فضل الله، وسوف تبقى حيا في قلوبنا ونفوسنا نستلهم من ذكراك الدروس والعبر والمواعظ العلمية والمواقف البطولية الجهادية.
عظم الله لنا ولكم الأجر . «إنا لله وإنا إليه راجعون».

الفئة: مقالاتي | أضاف: الفارس (2010-07-11) | الكاتب: حسن محمد الأنصاري E
مشاهده: 424 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
طريقة الدخول
فئة القسم
مقالاتي [8]
بحث
دردشة-مصغرة
أصدقاء الموقع
  • انشاء موقع
  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 1
    زوار: 1
    مستخدمين: 0